Wednesday, December 7, 2016

ابدأ من جديد

ابدأ من جديد 

ان الحياة مليئة بالعديد من المواقف الصعبة , السيئة والمؤلمة ، و ذلك مثل وفاة شخص غالي , أو فقدان منصب و عمل , أو التعرض لمرض خطير , أو حدوث هجمات إرهابية , وغيرها العديد من الأحداث الصاعقة , بلا شك أن استجاباتنا كأشخاص و ردود أفعالنا مختلفة من شخص لأخر ، فقد يتعرض البعض للصدمة والذهول و يفقد قدرته على التحمل و تسيطر عليه مشاعر الكآبة و الحزن و الضيق و الإنكار , و لكن مع مرور الوقت يكتسب المرء قدرة تساعده على مواجهة هذه المواقف و المآسي و المشكلات الصعبة ، و يتعلم التعايش معها ويبدأ بالسعي الى حلها 


دائما ردد لنفسك
سوف ابدأ من جــــديد سأغلق كل صفحات الماضي بل سأمزقها وابدأ من جديد وأفتح صفحه جديده
 صفحه بيضاء أسجل فيها حاضري واخطط فيها لمستقبلي سأتخطي كل الصعاب وأكسر كل الحواجز وأحطم كل القيود 
سوف أنسي الماضي بما فيه بحلاوته ومرارته لن أجعل حزني يهزمني ولاهمومي تُشقيني ولن أستسلم لخوفي من الآن سأزداد قوه وصلابه ولن اكون إنسانه سهله الكسر إنسانه لاتستلم لأي شئ كان إنسانه تأمل في غدٍ أفضل ومستقبل مشرق ومضئ ملئ بالأمل والتفاؤل لن أجعل اليأس يتسلل إلي حياتي ابداً كل ما سأخده من الماضي عبره أستفيد منها في مستقبلي (حتي لا أكرر أخطائي لن أثق في من لايستحق الثقه) لقد أضعت الكثير من وقتي ولن أضيع ماتبقي من حياتي حان وقت التغيير التغيير للأحسن سأغير حياتي تغيير جذري سأفتح نافذتي حتي تدخل إلي حجرتي الشمس المشرقه فتملأ حياتي بالنور والدفء وعند كل غروب سألوح لها 
مودعه وأنتظر بزوغ فجر يوم جديد لكي ابدأ من جــــديد 

القدر - عسى أن تكره شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً

عندما تكلم القدر..
لعل أحد أكثر الأسئلة التي تدور في أذهان الشباب المسلم خاصة.. هو ما يعرف فلسفيا باسم سؤال الشر.. وهو بكل بساطة.. لماذا خلق الله الشر والفقر والمعاناة والحروب والأمراض؟ لماذا يموت الأطفال في سورية؟ لماذا يموت الأطفال جوعا في افريقيا؟ أليس الله هو الرحمن الرحيم؟ فكيف يمتلئ الكون بكل هذه المآسي؟ وتتبعه طبعا أسئلة فردية تتعلق بالعدل السماوي مثل.. لماذا تزوج الجميع ولم أتزوج أنا؟ لماذا يمتلك بعض الناس كل شيء, ولا يمتلك بعض الناس أي شيء؟ لماذا خلقتني دميمة؟ لماذا أنا قصير؟ ما الحكمة من كوني فقيرا مدقعا؟ لماذا لا أنجب أطفالا كغيري؟ أين هذا العدل الذي تتحدث عنه يا الله أين ؟ تعبنا.. تعبنا .. تعبنا..
طبعا سيكون من الرائع لو تمكننا من الجلوس مع الله عز وجل وسؤاله عن كل تلك المتناقضات التي ترهق أرواحنا.. ومع أن هذا يبدو مستحيلا الآن.. إلا أن هذا الحوار العظيم فعليا قد حدث.. قبل ثلاثة وثلاثين قرنا من الآن.. ونقل لنا كاملا.. لكن قبل شرح هذا الحوار.. دعونا نتحدث قليلا عن خلفية صاحب هذا الحوار.. نبي الله موسى.. والخلفية عن هذا النبي مهمة جدا حتى لا تقول لنفسك موسى نبي وأنا بشر.. بل ستكتشف أنه أحد أكثر الأنبياء بشرية إن جاز التعبير.. وانه أفضل نبي من الممكن ان تضع نفسك في مقارنة معه.. واليك ذلك..
إذا استعرض المسلم العادي سيرة الأنبياء الذين ذكروا في القرآن الكريم, عليهم جميعا أتم الصلاة والتسليم.. فسيلاحظ ببساطة أن كل واحد منهم تقريبا كان يمتلك ميزة فوق بشرية تميزه عما سواه.. وبالتالي, فمن الصعب أن يجد المسلم نفسه في واحد منهم.. فنحن لا نمتلك صبر أيوب مثلا.. ولا ملك سليمان.. ولا جمال يوسف وعفته.. كما أن الطمأنينة التي كانت لدى إبراهيم بعيدة تماما عن القلق الذي نشعر به.. وبالطبع أخلاق محمد العالية ليست في المتناول.. النبي الوحيد الذي يشبهنا إلى حد كبير ولم يكن يمتلك أي صفة فوق بشرية, هو موسى الكليم عليه السلام..
مأساة النبي موسى الأساسية كانت في داخله.. كان ككثيرمن البشر مثلنا يعجز عن التعبير عما في دواخل نفسه.. يعتريه القلق والضيق ويتعلثم متى أراد الكلام.. (ويضيق صدري ولا ينطلق لساني).. بل نذهب أبعد من ذلك لنقول أن موسى كان دائما مسكونا بقلق وخوف داخليين لازماه طوال حياته تقريبا.. وكان مثلنا أيضا.. يرتكب أفعالا في سورة غضبه يندم عليها لاحقا.. (فوكزه موسى فقضى عليه).. ارتكب جريمة قتل.. وهرب.. وحتى بعد نبوته وكلامه مع الله.. القلق كان لا يزال يعتريه.. لدرجة أنه حطم ألواح التوراة التي أعطاها الله له (وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه).. تخيل هذا المشهد., نبي يحطم ألواح الكتاب المقدس ويشد رأس أخيه إليه.. قمة في البشرية.. قمة في الضعف الإنساني والغضب البشري الطبيعي.. نبي بشري تماما.. وطبعا الشواهد عن بشرية موسى كثيرة جدا لمن أراد البحث.. لكن نكتفي بهذا للاختصار ولتقتنع عزيزي القارئ كم كان موسى الكليم يشبهنا ونشبهه..
المهم أن نبي الله موسى.. كان لديه كما لدينا الكثير من الأسئلة الفلسفية.. ليس أقلها رؤية الله (رب أرني أنظر إليك.. ) لكن الأهم على ما يبدو وموضوع مقالنا اليوم هو عندما سأل موسى ربه عن القدر.. وكيف يعمل.. وهي بالذات عين أسئلتنا اليوم.. فطلب منه الله عز وجل أن يلاقي الخضر عليه السلام.. والحقيقة التي يجب أن تذكر هنا.. أن الأدبيات الإسلامية تسطح مفهوم الخضر وتختزله في صفة ولي من أولياء الله.. في حين أنه الحقيقة أن الخضر عليه السلام يمثل القدر نفسه.. يمثل يد الله التي تغير أقدار الناس.. والجميل أن هذا القدر يتكلم.. لذلك نحن الآن سنقرأ حوارا بين نبي بشري مثلنا تماما.. لديه نفس أسئلتنا.. وبين قدر الله المتكلم.. ولنقرأ هذا الحوار من زاوية جديدة..
أول جزء في الحوار كان وصف هذا القدر المتكلم .. آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما.. أي أنه قدر رحيم وعليم.. وهذا أصل مهم جدا.. ثم يقول البشري موسى.. "هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا".. يرد القدر "إنك لن تستطيع معي صبرا.. وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا.. " جواب جوهري جدا.. فهم أقدار الله فوق إمكانيات عقلك البشري.. ولن تصبر على التناقضات التي تراها.. يرد البشري موسى بكل فضول البشر "ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا".. يرد القدر "فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا".. يمضي الرجلان.. يركبا في قارب لمساكين يعملون في البحر.. يقوم الخضر بخرق القارب.. وواضح تماما أن أصحاب المركب عانوا كثيرا من فعلة الخضر.. لأن موسى تساءل بقوة عن هذا الشر كما نتساءل نحن.. "أخرقتها لتغرق أهلها؟ لقد جئت شيئا إمرا".. عتاب للقدر تماما كما نعاتب الله.. أخلقتني بلا ذرية كي تشمت بي الناس؟ أفصلتني من عملي كي أصبح فقيرا؟ نفس الأسئلة.. يسكت الخضر ويمضي.. طبعا الشاهد الأساسي هنا أن أصحاب المركب عانوا أشد المعاناة.. وكادوا أن يغرقوا.. وتعطلت مصلحتهم وباب رزقهم.. لكن ما لبثوا أن عرفوا بعد ذهاب الخضر ومجىء الملك الظالم أن خرق القارب كان شرا مفيدا لهم.. لأن الملك لم يأخذ القارب غصبا..
نكمل.. موسى لا زال في حيرته.. لكنه يسير مع الرجل (القدر) الذي يؤكد لموسى.. "ألم أقل لك أنك لن تستطيع معي صبرا؟" ألم أقل لك يا إنسان أنك أقل من أن تفهم الأقدار.. يمضي الرجلان.. يقوم الخضر الذي وصفناه بالرحيم العليم بقتل الغلام.. ويمضي.. فيجن جنون موسى.. ويعاتب بلهجة أشد.. "أقتلت نفسا زكية بغير نفس؟ لقد جئت شيئا نكرا".. تحول من إمرا إلى نكرا.. نفس حواراتنا عندما نقول أن أقدار الله ظالمة ومنكرة.. والكلام صادر عن نبي أوحي إليه.. لكنه مثلنا.. ويعيش نفس حيرتنا.. يؤكد له الخضر مرة أخرى "ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا".. طبعا هنا أصل مهم.. أننا كمسلمون قرأنا القرآن ننظر إلى الصورة من فوق.. فنحن نعرف أن الخضر فعل ذلك لأن هذا الغلام كان سيكون سيئا مع أمه وأبيه.. "وكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا".. والسؤال.. هل عرفت أم الفتى بذلك؟ هل أخبرها الخضر؟ الجواب لا.. بالتأكيد قلبها انفطر وأمضت الليالي الطويلة حزنا على هذا الفتى الذي ربته سنينا في حجرها ليأتي رجل غريب يقتله ويمضي.. وبالتأكيد.. هي لم تستطع أبدا أن تعرف أن الطفل الثاني كان تعويضا عن الأول.. وأن الأول كان سيكون سيئا.. فهنا نحن أمام شر مستطير حدث للأم.. ولم تستطع تفسيره أبدا..
نكمل.. يصل موسى والخضر إلى القرية.. فيبني الجدار ليحمي كنز اليتامى.. هل اليتامى أبناء الرجل الصالح عرفوا أن الجدار كان سيهدم؟ لا.. هل عرفوا أن الله أرسل لهم من يبنيه؟ لا.. هل شاهدوا لطف الله الخفي.. الجواب قطعا لا.. هل فهم موسى السر من بناء الجدار؟ لا.. ثم مضى الخضر.. القدر المتكلم.. بعد أن شرح لموسى ولنا جميعا كيف يعمل القدر والذي يمكن تلخيصه ببساطة كالآتي..
الشر شيء نسبي.. ومفهوم الشر عندنا كبشر مفهوم قاصر.. لأننا لا نرى الصورة كاملة.. فما بدا شرا لأصحاب المركب.. اتضح أنه خير لهم.. وهذا أول نوع من القدر.. شر تراه فتحسبه شرا.. فيكشف الله لك أنه كان خيرا.. وهذا نراه كثيرا.. النوع الثاني مثل قتل الغلام.. شر تراه فتحسبه شرا.. لكنه في الحقيقة خير.. ولا يكشف الله لك ذلك.. فتعيش عمرك وأنت تعتقد أنه شر.. مثل قتل الغلام.. لم تعرف أمه أبدا لم قتل.. النوع الثالث وهو الأهم.. هو الشر الذي يصرفه الله عنك دون أن تدري.. لطف الله الخفي.. الخير الذي يسوقه إليك.. مثل بناء الجدار لأيتام الرجل الصالح..
فالخلاصة إذن.. أننا يجب أن نقتنع بكلمة الخضر الأولى "إنك لن تستطيع معي صبرا" لن تستطيع يا ابن آدم أن تفهم أقدار الله.. الصورة أكبر من عقلك.. قد تعيش وتموت وأنت تعتقد أن الله ظلمك في جزئية معينة.. لكن الحقيقة هي غير ذلك تماما.. الله قد حماك منها.. مثال بسيط.. أنت ذو بنية ضعيفة.. وتقول أن الله حرمني من الجسد القوي.. أليس من الممكن أن شخصيتك متسلطة.. ولو كنت منحت القوة لكنت افتريت على الناس؟ حرمك الله المال.. أليس من الممكن أن تكون من الذين يفتنون بالمال وكان نهايتك ستكون وخيمة؟ حرمك الله الجمال.. أليس من الممكن انك ذات شخصية استعراضية.. ولو كان منحك الله هذا الجمال لكان أكبر فتنة لك؟ لماذا دائما ننظر للجانب الإيجابي للأشياء؟ ونقول حرمنا الله ليؤذينا.. نحن أصغر بكثير من أن يفكر جل وعلا في أذيتنا.. إنما كل ذلك لمصلحتنا.. لكننا لا نعي ذلك.. تماما كما لم تعه أم الغلام..
استعن بلطف الله الخفي لتصبر على أقداره التي لا تفهمهما.. وقل في نفسك.. أنا لا أفهم أقدار الله.. لكنني متسق مع ذاتي ومتصالح مع حقيقة أنني لا أفهمها.. لكنني موقن كما الراسخون في العلم أنه كل من عند ربنا.. إذا وصلت لهذه المرحلة.. ستصل لأعلى مراحل الإيمان.. الطمأنينة.. وهذه هي الحالة التي لا يهتز فيها الإنسان لأي من أقدار الله.. خيرا بدت أم شرا.. ويحمد الله في كل حال.. حينها فقط.. سينطبق عليك كلام الله.. يا أيتها النفس المطمئنة.. حتى يقول.. وأدخلي جنتي.. ولاحظ هنا أنه لم يذكر للنفس المطمنئة لا حسابا ولا عذابا..

عسى أن تكره شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً


Tuesday, September 20, 2016

ايامكم و ايامنا


من 5 سنين , وأنا بس أنزل من الباص مشان أروح على شغلي , بمرق عن حج كبير , وبسأله نفس السؤال وبجاوبني نفس الجواب وهو بأشر بإيده :
- كيفك يا عم ؟
- هلا يا ابني بخير , كيف حالك ؟
- بخير الله يطوِل بعمرك .. 
وبدون ما أفكر بجواب هالحج اللي هو دائما " بخير " .. بنهي الحديث وبكمل طريقي ..

بيوم عادي , ولما نزلت من الباص وشفته , كررت نفس السؤال :
- كيفك يا عم ؟
بس هالمرة طوَل لرد .. تطلعت فيه , حكالي وهو مدمع:
- بخير يا ابني ..

المفروض كان أوقف استفسر , بس ما بعرف شو صارلي ,  لقيت حالي ابتسمت ومشيت .. بس ابتساماتي كانت لتفادي الموقف مش أكثر.

لما رجعت من شغلي , وتذكرت هالحج , حزنت , وأنبني ضميري , وضليت طول اليوم متنكد , ومستني بكره بفارغ الصبر لأروح وأحكي معه.. وضليت طول الليل أحكي " ما أغباني " ليش ما عمره خطرلي أفكر شو ممكن يكون وضع هالحج وأساعده .. وحطيت براسي كثير احتمالات , إنه ولاده تاركينه , ما عنده بيت , فقير .. وضليت أفكر وأحلل لنمت..
اليوم الثاني , وعلى نفس الموعد نزلت من الباص وشفت الحج على نفس القعدة .. ( حسيت قلبي بِرد شوي , لأنه كنت خايف ما أشوفه هالمرة ويضل ضميري مأنبني كمان يوم )..

.. برضه ومثل كل يوم:
- كيفك يا عم .. 
- هلا يا ابني , كيف حالك ؟

قربت وقعدت جنبه عالرصيف , وحكيت: " بخير , الله يطول بعمرك " كنت منحرج ومتكركب شوي وهو كان يتمتم " الله يرضى عليك , الله يخليك " وأنا أرد بصوت واطي " يديمك , يخليك " لحد ما استوعبت الموقف وحكيت :

- ها يا عم , اعتبرني زي ولادك , مثل ما أنا عادك زي أبوي , وأبوي ما برضاها أشوفه لحاله وزعلان وما أساعده ..

ابتسم لدرجة إنه عيونه غمضوا , وحكالي:
- الله يعزك يا ابني , والله شوفتك الصبح بتشرح القلب وهسه أثبتلي إنه لسة في ولاد أصل .. 
- الله يطول بعمرك, بس احكيلي , ليش كل يوم بهالوقت أنت قاعد هون , ناقصك اشي ؟ الناس لبعض وشو ما بدك أنا جاهز وإذا بدك بعطيك...
وقبل ما أكمل حكالي :
- تكملش يا ابني , أنا الحمد لله عندي دار , وعندي راتب , وعندي مرة وولاد ومش ناقصني إشي..بس أنا كل يوم بطلع أصلي الفجر وبتمشى وبقعدلي على هالرصيف ساعة زمن بشوف خلق ربنا , للساعة 7 بس بعدين خلص برجع على داري.. 

 قمت من مكاني , وحكيت بإحراج :
-اعذرني يا عم وحقك علي لو عارف إنه هيك القصة ما أجيت..
ضحك وحكالي :
ولو يا إبني..
مشيت خطوتين بعدين اتذكرت مبارح , لفيت وجهي عليه وسألته : 
- طيب مبارح شو كان مالك ..؟
أشرلي بعكازته جنبه وحكالي:
- أقعد أقعد..

قعدت وصار يحكي وهو صافن :

- مبارح كنت خايف على ابني , لأنه تناقرنا ونام برا الدار وبطل يرد على تلفونه.. بس الحمد لله هسة الوضع منيح وتصافينا .. 
هزيت راسي وحكيت :
- الحمد لله..
بعدين صفنت بالناس اللي بالشارع ولقيت حالي بسأله:
- عمي , إنت دايما بخير.. !؟ 
بوجه بشوش حكالي:
- يوم هيك ويوم هيك , بس بكذب أحيانا , مثلك يعني .. مش إنت كل يوم بخير كمان!؟ 

ضحكت من قلبي , وحكيتله :
- تصدق صح , بس أنا كذاب كثير مش شوي , لإني ما عمري كنت بخير .. 
 
تطلع فيي بنظرة صارمة وحكالي :
- بصيرش يا ابني , الواحد أحيانا بكون مخنوق ومش منيح , بس مش كل يوم يقنع حاله إنه تعيس , لأنه الحمد لله إحنا مش ميتين من الجوع , وإحنا بخير طول ما ماكلين وشبعانين.. 

كأنه أجا بنقطة ضعفي .. حكيتله :

- يا عمي , أنا بديش أكون شبعان أكل .. أنا بدي أشبع حياة..مش طايق حالي , مخنوق , حاسس فش حدا صح , محروم سلام , حضارة , تطور , عقل , فهم , احترام مواطن , مصداقية وزارات , ديمقراطية , إبداع , احترام الناس لبعض , ثورتها على الظلم ,  بدي أشبع من إشي يحببني بالحياة.. 

هز براسه بعدين حكالي :
- انتوا اللي حاملين السلم بالعرض يا ابني , هينا كنا عايشين ومبسوطين وراضيين وساكتين.. 

حكيتله:
- بتعرف شو المشكلة , إنه إحنا راضيين وساكتين بس مش عارفين نعيش وولا نكون مبسوطين..ما تتهمونا بالتمرد وإنتوا ما عشتوا اللي إحنا عايشينه..

حكالي وهو معصب شوي :
- إنت شو بفهمك كيف عشنا , إحنا تعذبنا ومتنا جوع لكبرنا..

حكيتله:
- الموضوع مش موضوع جوع يا عمي..
بتعرف شو الفرق بينك إنت كعشريني زمان وبينا إحنا هسة !؟ 

الفرق إنه :
- إنتوا زمان أكثر من أخبار ناس الحي ما كانت توصلكم , فطول ما عيلتك نايمة كنت حاسس بشعور أمان ..
أما إحنا وعينا على انفتاح , تطور , أخبار العالم وين ما كان..ومن كتر التفكير مين صح ومين غلط وهيك عادي ؟ مش عارفين ننام .. !

- الفرق إنه :
- كان عندكم الشيخ مصدر وإثبات , وكنتوا تعملوا بحكيه لأنكم عارفين إنه الشيخ مستحيل يكون كذاب ..
إحنا كل شيخ ماشي عنا على نمط معين , وكل ما نرتاح لتفكير شيخ أو عالم دين , بكفروه , بحبسوه , بكرهونا فيه .. فصفينا شاكين بكل اللي بتدعوا المثالية !

الفرق إنه :
- كان حلمكم تشتغلوا , تتزوجوا , وسعادتكم مقتصرة على الشبع وعلى فرحة العيلة..
أما إحنا لما صرنا نفكر بالسعادة ونتخيلها ما نحس فيها إلا إذا تخيلنا إنا حررنا وطن .. 

الفرق إنه:
- كنتوا فقراء بس تتسهل وتعيشوا, إحنا هسة ما معك روح موت..

- الفرق إنه :
- إنتوا كنتوا ماشيين بطريق واحد ..
أما إحنا اضطرينا نكون متناقضين , لإنا كبرنا بعصر التناقض , أخبار سياسية متناقضة , إنفتاح مع وضع اقتصادي متدهور , ناس بتستغل الدين لتكذب .أقرب الناس بتخدعنا لمصلحتها .. 

- الفرق إنه كانت نفسيتكم تروق بطلعة تغيروا فيها جو بس إحنا وين ما نروح مخنوقين..
- الفرق إنه كانت لمة 10 صحاب عندكم تكون كلها عفوية , إحنا بعض مش عارفين..
- الفرق إنه إحنا انكتبلنا نكون ضايعين.

بعدين اتطلعت فيه وحكيتله:
- ما فهمت إشي صح , أنا آسف أصلا بعرفش شو بحكي , بس خلص مخنوق ومش عاجبني اشي.

هز راسه وحكالي :
- بتعرف ليش ابني مبارح طلع برا الدار !؟
- ليش !؟
- لأنه بحب بنت وبدو يتجوزها ولما رحنا نطلبها أهلها  كان شرطهم يكون عنده بيت ملك , وهو بدو يشتري بيت بس معوش وعصب لأنه أنا ما معي .. 

ضحكت بحسرة , وحكيتله :
-  اعذره يا عمي إذا عصب , بس إنتوا ربتونا على الستر  والقناعة وإنه الناس لبعض وإنها بتتيسر وإحنا ما شفنا اشي من هالحكي.. ما شفنا إلا ناس بتنتقد بعض , وبتحبط بعض وبتشمت ببعض , وبتظلم وبتفتري.. وبتحترم بعض على حسب وضعها المادي والتعليمي ..

وتوسعت الأمور وصارت الحروب زي لعبة بيت بيوت , كل يوم في قتل وظلم والناس كأنها بتتفرج على عرض مسرحي مش أكثر .. 
صرنا نحكي معقول منظر جثة مرمي عادي ؟ 
إحنا ضعنا بينكم .. بين كلامكم ومبادئكم وبين الواقع اللي صدمنا , وجبر شباب تنتحر , شباب تمرض نفسيا , شباب تموت جلطة وحسرة كل يوم.. إحنا يا عم مش عارفين وين عايشين ولا كيف نعيش ولا مستوعبين اشي من اللي بصير حولينا ومحرومين السعادة ..
متخيل شو يعني لا ناجح مبسوط , ولا عريس مبسوط  , ولا واحد أهله نايمين وهو ما ماله اشي  مبسوط .. ؟ إحنا هيك لأنه العالم كبتنا كبت .. 

أخد نفس وحكالي:
- تأخرت على شغلك يا عم ...
تطلعت على الساعة وحكيت :
- اوووه , فعلا تأخرت ..
أشرلي بإيده وحكالي :
- روح , بس دير بالك من هذيك الشقرا اللي واقفة هناك , من  يومين متبعلها , بتسرق الناس ..
اتطلعت فيها بعدين حكيتله :
- هي ما معها , وأنا ما معي , بس بتعرف شو الفرق بيني وبينها !؟
إنها مرضت نفسيا , واستسلمت , بس انا لسة بقاوم

Sunday, April 10, 2016

معكرونة بالبشاميل


المنسف




ليالي لبنان


سحلب


لزانيا




ارز الاوزي



الدجاج المحشي

قبل

بعد

فتة الحمص



سلطة المعكرونة




كيك بنكهة البرتقال