Tuesday, August 14, 2012

الصبي والعجوز..قصة تستحق القراءة




من امستردام .. قصة رائعة وتستحق القراءه

في كل يوم جمعة، وبعد الصلاة ، كان الإمام وابنه البالغ من العمر إحدى عشر سنه من شأنه أن يخرج في بلدتهم في إحدى ضواحي أمستردام ويوزع على الناس كتيب صغير بعنوان "طريقا إلى الجنة" وغيرها من المطبوعات ألإسلاميه.

وفى أحد الأيام بعد ظهر الجمعة، جاء الوقت للإمام وابنه للنزول إلى الشوارع لتوزيع الكتيبات، وكان الجو باردا جدا في الخارج، فضلا عن هطول الأمطار.
......
الصبي ارتدى كثير من الملابس حتى لا يشعر بالبرد، وقال : حسنا يا أبي ، أنا مستعد!

سأله والده ، مستعد لماذا؟

قال الابن يا أبي ، لقد حان الوقت لكي نخرج لتوزيع هذه الكتيبات الإسلامية.

أجابه أبوه ، الطقس شديد البرودة في الخارج وأنها تمطر بغزارة.
أدهش الصبي أبوه بالإجابة وقال ، ولكن يا أبى لا يزال هناك ناس يذهبون إلى النار على الرغم من أنها تمطر
أجاب الأب ، ولكنني لن أخرج في هذا الطقس..

قال الصبي ، هل يمكن يا أبى ، أن أذهب من فضلك لتوزيع الكتيبات ؟؟

تردد والده للحظة ثم قال: يمكنك الذهاب، وأعطاه بعض الكتيبات

ورغم أن عمر هذا الصبي أحد عشر عاماً فقط إلا أنه جاب شوارع المدينة رغم الطقس البارد والممطر لكي يوزع الكتيبات على من يقابله من الناس وظل يتردد من باب إلى باب حتى يوزع الكتيبات الإسلامية..

بعد ساعتين من المشي تحت المطر ، تبقى معه آخر كتيب وظل يبحث عن أحد المارة في الشارع لكي يعطيه له، ولكن كانت الشوارع خالية تماما.
ثم استدار إلى الرصيف المقابل لكي يذهب إلى أول منزل يقابله حتى يعطيهم الكتيب.

وقرع جرس الباب ، ولكن ما من مجيب ...

ظل يقرع الجرس مرارا وتكرارا ، ولكن دون جدوى ، وأراد أن يرحل ، ولكن شيئا ما يمنعه.

مرة أخرى ، التفت إلى الباب ودق الجرس وأخذ يطرق على الباب بقبضته بقوة وهو لا يعلم ما الذي جعله ينتظر كل هذا الوقت ، وظل يطرق على الباب وهذه المرة فتح الباب ببطء..

وكانت تقف عند الباب امرأة كبيرة في السن ويبدو عليها علامات الحزن الشديد فقالت له، ماذا أستطيع أن أفعل لك يا بني.
قال لها الصبي الصغير ونظر لها بعينين متألقتين وعلى وجهه ابتسامة أضاءت لها العالم: سيدتي ، أنا آسف إذا كنت أزعجتك ، ولكن فقط أريد أن أقول لك أن الله يحبك حقيقة ويعتني بك وجئت لكي أعطيك آخر كتيب معي والذي سوف يخبرك كل شيء عن الله ، والغرض الحقيقي من الخلق ، وكيفية تحقيق رضوانه..
وأعطاها الكتيب وأراد الانصراف فقالت له: شكرا لك يا بني، وحياك الله.

في الأسبوع القادم بعد صلاة جمعة ، وكان الإمام يعطى محاضرة ، وعندما انتهى منها وسأل : 'هل لدى أي شخص سؤال أو يريد أن يقول شيئا؟

ببطء ، وفي الصفوف الخلفية وبين السيدات ، كانت سيدة عجوز يُسمع صوتها تقول:
لا أحد في هذا الجمع يعرفني، ولم آت إلى هنا من قبل، وقبل الجمعة الماضية لم أكن مسلمه ولم أفكر أن أكون كذلك..
وقد توفي زوجي منذ أشهر قليلة ، وتركني وحيدة تماما في هذا العالم.. ويوم الجمعة الماضي كان الجو بارداً جداً وماطراً ، وقد قررت أن انتحر لأنه لم يبق لدى أي أمل في الحياة..

لذا أحضرت حبل وكرسي وصعدت إلى الغرفة العلوية في بيتي، ثم قمت بتثبيت الحبل جيداً في أحدى عوارض السقف الخشبية ووقفت فوق الكرسي وثبت طرف الحبل الآخر حول عنقي، وقد كنت وحيدة حزينة وكنت على وشك أن أقفز..

وفجأة سمعت صوت رنين جرس الباب في الطابق السفلي ، فقلت سوف أنتظر لحظات ولن أجيب وأياً كان الطارق,فسيذهب بعد قليل..

انتظرت حتى ينصرف من بالباب ولكن كان صوت الطرق على الباب ورنين الجرس يرتفع ويزداد.

قلت لنفسي مرة أخرى ، 'من على وجه الأرض يمكن أن يكون هذا؟ لا أحد على الإطلاق يدق جرس بابي ولا يأتي أحد ليراني '. رفعت الحبل من حول عنقي وذهبت لرؤية طارق الباب الملحّ ..

عندما فتحت الباب فوجئت بصبي صغير وعيناه تتألقان. وعلى وجهه ابتسامة ملائكية لم أر مثلها من قبل ,واني لعاجزة عن وصفها لكم.

كلماته دخلت قلبي الذي كان ميتا ثم استفاق وأحب الحياة وقال لي بصوت ملائكي ، 'سيدتي ، لقد أتيت الآن لكي أقول لك أن الله يحبك حقيقة ويعتني بك!
ثم أعطاني هذا الكتيب الذي أحمله واسمه : "الطريق إلى الجنة"."

وفجأة اختفى مرة أخرى وذهب من خلال البرد والمطر ، وأنا أغلقت بابي وقرأت كل الكتيبب. ثم ذهبت إلى الأعلى وقمت بفك الحبل والكرسي. لأنني لن أحتاج إلى أي منهما بعد الآن.

ترون؟ أنا الآن سعيدة جداً لأنني تعرفت إلى الله الواحد الذي لا اله إلا هو . أ

ولأن عنوان هذا المركز الإسلامي مطبوع على ظهر الكتيب ، جئت إلى هنا بنفسي لأقول لكم الحمد لله وأشكركم على هذا الملاك الصغير الذي جاءني في الوقت المناسب تماما ، ومن خلال ذلك تم إنقاذ روحي من الجحيم إلى الخلود.

انهمرت دموع من بالمسجد وتعالت صيحات التكبير .... الله أكبر الله اكبر الله اكبر......

نزل الإمام من على المنبر وذهب إلى الصف الأمامي حيث كان يجلس أبنه-هذا الملاك الصغير-....

وأحتضنه وأجهش في البكاء أمام الناس دون تحفظ..

ولربما لم يكن بين هذا الجمع أب فخور بابنه مثل هذا الأب.